| #مقالات .. وائل قنديل يكتب .. ثوار فوق أكتاف الزند .. ووطنيون فى ثياب الليكود - الهيستيريا مستمرة.. مكايدة ونكاية فى محمد مرسى لا يمانع بعض الرموز الثورية فى إحراق الثورة أو رهنها أو المقايضة عليها، لقاء ما يتيح لهم الاستمتاع بساعات من المرح فى مراجيح الزند. بعضهم لا يجد غضاضة فى تسلق أكتاف زناديد مبارك لكى يهتف ضد محمد مرسى ويفرغ طاقته من الكيد والرغبة المستعرة فى إسقاط النظام، حتى لو سقط معه كل ما ناضل الشعب من أجله يوما.


  إن المشهد فى المؤتمر الدولى العالمى الأممى الكونى بنادى القضاة أمس الأول كان ينتمى بالكلية إلى الفنتازيا السياسية، وبدا بعض الضيوف وكأنهم فى حالة انسلاخ تام عن كل ما اعتبروه يوما عقيدة ثورية لا تهتز. ولو دققت فى ترتيب مقاعد الجلوس سيصدمك هذا الود الغزير بين أهل الثورة ورموز الثورة المضادة، فى لقاء حميم تأسس على الكراهية والمكايدة فقط، فى تجسيد كامل لمقولة تاريخية ذائعة مضمونها أنه عندما تكون الغايات والأهداف بعيدة عن النبل والاحترام تأتى الوسائل غير نبيلة وغير محترمة، بما فيها من ترديد أكاذيب وترويج معلومات فاسدة عن أممية ما يسمى بالاتحاد العالمى للقضاة، الذى لا يختلف فى بنيته وتكوينه عن «الاتحاد العالمى للفلكيين الروحيين» أو غير ذلك من تجمعات غير رسمية وغير معترف بها كمنظمات أو هيئات دولية مستقرة وراسخة فى المجتمع الدولى، فهو لا يرتقى مثلا من حيث الوضعية القانونية للاتحاد الدولى لكرة القدم. والأمر لا يعدو كونه استخداما لكلمة «الدولى» فى لافتة كبيرة وضخمة تذكرك بسيل من الصحف القبرصية الصفراء التى كانت تحشر مفردة «دولى» مقترنة باسمها للإيحاء بطبيعة دولية عالمية مدعاة. ومن هذه الزاوية فقط يمكن الاتفاق مع القول بأن هذا المؤتمر ليس تدويلا للأزمة أو استقواء بالأجنبى، لأن هذا الاتحاد ليس أكثر من تجمع عالمى يقوم على اشتراكات الراغبين فى الانضمام إليه ــ دون إلزام ــ وبالتالى هو ليس مظلة أممية رسمية للقضاء فى العالم. ولم يكن هذا المؤتمر اللطيف وحده مجرد حلبة لممارسة رياضة المكايدات السياسية، بل تظل الملاهى الفضائية الليلية هى الساحة الأرحب لممارسة هذا النوع من الألعاب، وتواصل حلقات الزار الشامت المتشفى فى واقعة خطف الجنود دون كلل أو ملل من محاولات التثبيط والتحبيط ونثر بذور الفتنة والوقيعة بين القوات المسلحة وقائدها الأعلى.. غير أن بعضهم تفوق على نفسه وقطع شوطا أبعد وكشف عن وجود ما يمكن أن تسميه «عبدة الكامب» حين تركت إحداهن كل شىء وتصدت باستماتة ليكودية صميمة لنشر قوات مصرية فى سيناء لملاحقة الخاطفين من باب أن فى ذلك خرقا وانتهاكا لمعاهدة السلام. غير أن الأبشع من ذلك هى تلك الأسئلة التى تفح سما وتفوح تحريضا للسفيرة الأمريكية ضد الجريمة التى يرتكبها النظام المصرى بسعيه للاكتفاء الذاتى من القمح، وانفتاحه دبلوماسيا على روسيا والصين. لقد كشفت أزمة الجنود المختطفين عن نوع جديد من الوطنية لدى بعض النخب المصرية تبدو معها ليكودية أكثر من الليكود.