«اعتصام الشرعية» برابعة... سمر وعبادة وهدوء حذر

سادت حالة من الهدوء عموم المعتصمين من مؤيدي الرئيس المصري في ميدان رابعة العدوية الليلة الماضية، في ظل استمرار الدعاء وقيام الليل مع مسحة من السمر.
ونشطت اللجان الشعبية المسئولة عن تأمين الميدان بشكل مكثف، فقد قامت لجنة تأمين الميدان بإعادة انتشار أفراد أمن أمام بوابات الدخول والخروج بجميع مداخل ميدان رابعة العدوية، حيث قامت بعمل أربعة خطوط تأمين ودفاع في كل مدخل، الخط الواحد مكون من أكثر 30 فردًا يرتدون الخوذات ونظارات الوقاية من الطلقات النارية ويحملون في أيديهم العصي والدروع الحديدية.
وقام بعض الشباب بعدّة تجارب عملية على كيفية صد أي هجمات قد يتعرضون لهم، ولبث الرعب في نفوس من يفكر في الاعتداء عليهم.
وقضى المعتصمون ليلتهم الثانية في اعتصامهم المفتوح بميدان رابعة العدوية، في حلقات سمر، وتلاوة القرآن الكريم، وتناول الأطعمة، وقامت مجموعات أخرى بلعب كرة قدم في شارع الطيران المجاور لاعتصامهم. كما اعتصمت بعض السيدات للشد من أزر المعتصمين في الميدان.
وأشعل ألتراس "نهضاوي" حماس المعتصمين بترديد هتافات ثورية وأناشد إسلامية مؤيدة للرئيس محمد مرسي، مثل "سمع هس.. مفيش كلام. الرئيس مرسي .. تعظيم سلام"، "قالوا شفيق.. قلنا مرسي.. ضحكنا عليه وخدنا الكرسي"، و"بالروح بالدم نفديك يا إسلام"، مصطفين في أشكال دائرية.
وقام المشاركون في اللجان الشعبية، وفي لمسة إنسانية منهم، برفع لافتات مكتوب عليها "عذرًا نأسف للتعطيل"، موجهين إياها إلى سائقي السيارات الذين تم غلق الطريق أمامهم.
واستعد بعض الأطباء بالمستشفى الميداني لتلقي أي إصابات قد تنجم عن اشتباكات قد تحدث حال وقوع أي اعتداء على المعتصمين.
وحمل بعض شباب المعتصمين فوق أيديهم أكفانًا بيضاء للتعبير عن استعدادهم للشهادة في سبيل الله دفاعًا عن الشرعية.
وأمَّ خالد أبو شادي، الداعية الإسلامي، المصلين لأداء صلاة قيام الليل، ودعا أن يحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء، وأن يحفظ الله الرئيس مرسي، وأن يحقن دماء المصريين، وكان مشهدًا مهيبًا، حيث تلاحظ خشوع المصلين في صلاتهم ودعائهم.
وعقب الصلاة افترش معظم المعتصمين ساحة ميدان رابعة لأخذ قسط من الراحة، استعدادًا لمليونية اليوم المعارضة للرئيس مرسي وبقائه في الحكم.
من جانبه، وصف أحمد عبده، أحد المعتصمين، المشهد في ميدان رابعة بأنه "رباني"، و"آية من آيات الله"، مشيرًا إلى تناقض هذا المشهد مع ما يحدث في ميدان التحرير من تحرش وجرائم لا يمكن أن تقع في صفوف الثوار الحقيقيين، بحسب قوله.
وتعتبر القوى الإسلامية المؤيدة للرئيس المصري دعوة المعارضة إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة "انتهاكًا للشرعية"؛ لكون مرسي فاز في أول انتخابات رئاسية تشهدها مصر بعد ثورة 25 يناير 2011، التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك.